الثلاثاء، 17 أغسطس 2021

هل للزاني المحصن توبة؟ للشيخ الحويني



كفارة الزنا للمتزوج تمت الكتابة بواسطة: تمام طعمة تم التدقيق بواسطة: عفراء بكري آخر تحديث: ٠٩:٣٧ ، ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٠ ذات صلة كفارة الزنا للمرأة المتزوجة ما هي كفارة الزنا حكم الزنا بالمتزوجة هل يغفر الله الزنا محتويات ١ كفارة الزنا للمتزوج ٢ حكم الزنا للمتزوج ٣ ما هو حد الزنا للمتزوج؟ ٤ كيف تكون التوبة من الزنا للمتزوج؟ كفارة الزنا للمتزوج لقد أوجبَ الله تعالى كفارات لكثير من الذنوب والآثام التي يقع فيها المسلم، لكن لم يتم تحديد كفارة الزنا للمتزوج في الإسلام ككفارة مستقلة مثل القتل الخطأ أو الظِّهار، ولم يرد في كفارة الزنا للمتزوج في الشرع الإسلامي إلا التوبة الصادقة أو النصوح وهي التي تنبع من قلب المسلم والتي لا تتم إلا إذا تحققت جميع شروطها وعندما تكون خالصة لوجه الله تعالى.[١] ويُشار إلى أنَّ حد الزنا هو كفارة للزاني أيضًا وتطهير له، وهذا ما أكدَّه حديث ماعز الطويل، فعن بريدة بن الحصيب الأسلمي قال: "جَاءَ مَاعِزُ بنُ مَالِكٍ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، طَهِّرْنِي، فَقالَ: وَيْحَكَ، ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَتُبْ إلَيْهِ، قالَ: فَرَجَعَ غيرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ جَاءَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، طَهِّرْنِي، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: وَيْحَكَ، ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَتُبْ إلَيْهِ، قالَ: فَرَجَعَ غيرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ جَاءَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، طَهِّرْنِي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: مِثْلَ ذلكَ حتَّى إذَا كَانَتِ الرَّابِعَةُ، قالَ له رَسولُ اللهِ: فِيمَ أُطَهِّرُكَ؟ فَقالَ: مِنَ الزِّنَى"،[٢] والله أعلم.[٣] حكم الزنا للمتزوج ما حكم الزنا للمتزوج وهل هو مثل بقية الذنوب أم أشدُّ إثمًا؟ حرَّم الله -تعالى- الزنا في كتابه الكريم وعدَّه من أكبر الكبائر ومن أعظم الذنوب، حيث قال تعالى في محكم التنزيل: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}،[٤][٥] كما ذكره الله تعالى في كتابه الكريم بعد الشرك بالله تعالى وبعد قتل النفس التي حرم الله قتلها، حيث قال تعالى في سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا}.[٦] كما عدَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- الزاني خارجَ دائرةِ الإيمان خلال وقوعه في جريمة الزنا.[٧] فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث صحيح الإسناد : "إذا زنا الرجلُ خرج منه الإيمانُ، فكان عليه كالظُّلَّةِ، فإذا أقلعَ رجع إليه الإيمانُ"،[٨]وبالإضافة إلى كونه معصية كبيرة وإثم عظيم يعدُّ أيضًا خيانةً للزوجة التي أسلمته نفسها ليتمتع بها ورضيت به زوجًا وأعطته كل ما يريد، فأعرض بعد ذلك عن ما أباح الله له ولجأ إلى مواطن الشر والرذيلة والضلال واستبدل الطيب بالخبيث، ولذلك كانت عقوبة الزاني المتزوج أو المحصن أشدُّ وأعظم من الزاني غير المحصن.[٩] ما هو حد الزنا للمتزوج؟ إذا كان الزنا من أكبر الكبائر فما هو حد الزنا للمتزوج في الإسلام؟ حدِّ الزنا للمتزوج في القرآن الكريم ثابتٌ وفي السنة النبوية والإجماع، فعن عبد الله بن عباس قال: "قال عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ وَهو جَالِسٌ علَى مِنْبَرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللَّهَ قدْ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بالحَقِّ، وَأَنْزَلَ عليه الكِتَابَ، فَكانَ ممَّا أُنْزِلَ عليه آيَةُ الرَّجْمِ، قَرَأْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا، فَرَجَمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، فأخْشَى إنْ طَالَ بالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: ما نَجِدُ الرَّجْمَ في كِتَابِ اللهِ فَيَضِلُّوا بتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ، وإنَّ الرَّجْمَ في كِتَابِ اللهِ حَقٌّ علَى مَن زَنَى إذَا أَحْصَنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، إذَا قَامَتِ البَيِّنَةُ، أَوْ كانَ الحَبَلُ، أَوِ الاعْتِرَافُ"،[١٠] والله أعلم.[١١] والحاكم أو السلطان هو من يقيم الحدود، ولا يجوز لأحد أن ينوب عنه إذا لم يأذن بذلك، وإذا لم يطبِّق الحاكم الحدود فلا يجوز لأحد من الناس أن يطبق الحدود من تلقاء نفسه، لأنَّ ذلك يحتاج إلى إثبات واجتهاد وعلم شرعي وغير ذلك، ورويَ عن الصحابة قولهم: "الزكاة والحدود والفيء والجمعة إلى السلطان"، وليس منهم من خالف هذا القول والله أعلم.[١٢] إنَّ حد الزنا في الإسلام لا يتمُّ تطبيقه إلا بتوافر شروط معينة حدَّدها الشرع الإسلامي وهي:[١٣] العقل والبلوغ. العلم بالتحريم. الاختيار. إقرار الزاني أو وجود أربعة شهود، ولا يثبت الحدِّ بأقل من ذلك. أن يكون الشهود عدولًا. أن تكون بمشاهدة فرج الرجل في فرج الأنثى. أن تكون الشهادة تصريحًا لا كناية. وقد شدَّد الإسلام على تلك الشروط في تطبيق حدِّ الزنا من أجل الستر على المسلمين وصيانة أنفسهم وأعراضهم، وإبعاد الشبهات وحتى لا يطعن بعضهم ببعض، ومن ذلك أنَّه لا يجوز اللجوء للوسائل الحديثة في إثبات الزنا والاستغناء عن الشهود الأربعة، وتختلف عقوبة الزنا للمتزوج أو للمحصن في الإسلام عن عقوبة الزاني غير المحصن أو غير المتزوج رغم أنَّ كلاهما يعدُّ آثمًا وإثمه كبير جدًّا، وتكون عقوبة الزاني المتزوج الرجم حتى الموت وذلك بإجماع الفقهاء والعلماء.[١٤] كيف تكون التوبة من الزنا للمتزوج؟ هل يوجد توبة من الزنا للمتزوج في الإسلام، وما هي شروطها؟ إنَّ باب التوبة مفتوح، والله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن كثير، فالتوبة هي كفارة لجميع المعاصي والآثام، والتوبة النصوح والتي تعدُّ كفارة الزنا للمتزوج يجب أن تكون خالصة لله ويبتغي فيها صاحبها وجه الله تعالى لا غير، وفيما يأتي شروطها التي يجب أن تتحقق حتى تتكون توبةً صادقة:[١٥] الإقلاع نهائيًا عن هذه الجريمة. إظهار الندم الشديد بسبب الوقوع في الزنا. العزم بشكل جدِّي على عدم ارتكاب الزنا مرة ثانية. المحافظة على الستر قدر الإمكان، ولا يجوز له أن يفضح نفسه بعد أن ستره الله تعالى. وبالتالي فإن كفارة الزنا للمتزوج هي التوبة الصادقة والخالصة والتي تشمل الشروط السابقة ويُرجى لمن تاب أن يتوبَ الله عليه، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: {إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}، وقال تعالى في قبول التوبة من عباده أيضًا: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}، والله تعالى أعلم.[١٥]
هل للزاني المحصن توبة؟ للشيخ الحويني
https://www.youtube.com/watch?v=IGgycE85Iuc&t=455s

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق